يتميز الفستق على معظم الأشجار المثمرة الأخرى بتحمله للجفاف و الملوحة حيث يمكنه النمو في مناطق قاحلة و شبه قاحلة. و تتواجد بعض الأنواع البرية في قمم الجبال أو على الأراضي الهامشية و الفقيرة و المحجرة في وسط البلاد و جنوبها. و نظرا لمقاومتها للجفاف وقع اعتماد شجرة الفستق لتنمية المناطق الجافة و شبه الجافة. فقد أثبتت قدرتها على تثمين الأراضي الهامشية و الفقيرة التي لا يمكن استصلاحها بغراسات الزيتون و اللوز. نتعرف على طريقة التلقيح لدى أشجار الفستق و أهم العوامل لإنجاح ذلك.
#مراحل_نمو_البراعم تنفتح البراعم عند الأشجار الإناث أو الذكور على مراحل. و تتفتح الأزهار تدريجيا لتدوم مدة قابليتها للقاح حوالي ستة أيام. أما فترة الإزهار للشجرة فتمتد لأكثر من أسبوعين. و لتحديد فترات إزهار الأصناف الإناث للقاح و جب معرفة مراحل نمو البراعم. تتحدد بداية فترة الإزهار عند بلوغ 5 بالمائة من البراعم الطور الزهري و نهايتها عند تفتح أكثر من 90 بالمائة من البراعم. و تبرز أهمية تحديد فترة الإزهار باستعمالها لتقدير مدى تطابق و توافق إزهار الأصناف الإناث و الذكور لفاعلية أكبر للتلقيح الطبيعي. #تحسين_مردودية_التلقيح_الطبيعي يعتبر نجاح عملية التلقيح المحدد الأكبر للإنتاج. يتم تلقيح الأزهار الإناث بحبات اللقاح التي يقع نقلها عبر الهواء و لم يسجل دور لبعض الحشرات لدعم هذه العملية كما هو معروف عند غراسات أخرى. فالنحل مثلا يتردد على براعم الأشجار الذكور لكنه لا يتردد على الأزهار عند الإناث لعدم وجود رحيق. اعتمدت عدة طرق لتحسين مردودية التلقيح الطبيعي. فقد وقع التركيز على حسن توزيع الذكور داخل الضيعة و اعتمدت نسبة ذكر لكل ثمانية إناث عند إحداث الغراسات. كما يمكن تدعيم ذلك بمصدات رياح متكونة من أشجار ذكور بفترات إزهار ممتدة و متلاحقة. يرتكز إحداث غراسات الفستق على الأصناف. لذلك يكون لاختيار أصناف فستق من الإناث و الذكور ذوات إزهار متزامن أهم مرحلة لإنجاح عملية التلقيح و بالتالي ضمان الإنتاج. غير أن حالة الغراسات في مناطق الوسط و الجنوب تشكو من سوء توزيع الأصناف الذكور و اختلاط الأصناف الإناث مع تباين في جودة الثمار و عدم توافق فترات الإزهار في أغلب الحالات. كل هذه العوامل حدت من فاعلية التلقيح الطبيعي مما يستدعي التفكير في إيجاد الحلول المناسبة. #التلقيح_الاصطناعي هو عملية تكميلية لتحسين الإنتاج عند وجود نقص في عدد الذكور أو في توزيعها أو توافق إزهارها مع الإناث. تتم العملية بداية بجمع البراعم الذكور عند بلوغها مرحلة النضج. تجنى البراعم باعتماد طريقة التخفيف لتوفير نسبة حبات لقاح في الهواء ضرورية للتلقيح الطبيعي إذا وجدت إناث في فترة إزهار. يتم جني البراعم باكرا في طقس هادئ حتى يحتفظ بقدر كبير من حبات اللقاح. و يجب اجتناب الأكياس البلاستيكية في جني البراعم. توضع البراعم على الورق في مكان سهل التهوئة ثم يقع استخراج حبات اللقاح لاستعمالها مباشرة أو للاحتفاظ بها لاستعمال لاحق حين تفتح أزهار الإناث. تعود نجاعة التلقيح الاصطناعي إلى فاعلية حبات اللقاح و إمكانية تكرار التدخل. إن فاعلية حبات اللقاح تتضاءل مع مرور الوقت فهي لا تتجاوز ستة أيام في ظروف عادية و ثلاث أسابيع في درجة حرارة منخفضة.
يقع التدخل بالتلقيح الاصطناعي دوريا كل ثلاث أيام عند النقص الحاد في نسبة الذكور على امتداد فترة الإزهار. كما يمكن اعتماد التلقيح الاصطناعي كل ستة أيام في حال توفر بعض التوافق في فترات الإزهار بين الإناث و الذكور. وعند الحصول على كميات محدودة من حبات اللقاح يمكن مزجها ببعض المواد عديمة الفاعلية على حبات اللقاح. يمكن هذا من الحصول على مزيج بكميات مضاعفة حيث يمكن اعتماد المواد المضافة بنسبة خمس مرات مقدار حبات اللقاح. و يراعي في عملية التدخل الظروف الطبيعية السائدة. حيث يستحسن القيام بعملية التلقيح الاصطناعي في طقس قليل الرطوبة مع وجود نسمات خفيفة تساعد على انتشار حبات اللقاح
التعليقات