تعتبر غراسة التفاح قديمة ببلادنا حيث كان الفلاحون يستعملون الأصناف المحلية التي تثمر في بداية شهر جوان ثم تطورت هذه الغراسة بفضل وجود أصناف محلية جديدة و إدخال بعض الأصناف الأخرى التي تتطلب كميات كبيرة من البرد. إلى جانب النواحي المناخية و نوعية الأرض يتعين على كل مستثمر قبل إحداث أي غراسة أن يقوم بدراسة كل الجوانب الاقتصادية منها و المرتبطة باختيار الصنف كذلك طريقة التسيير.
إن حاجيات التفاح من البرد في فصل الشتاء تختلف حسب الأصناف فبالنسبة للأصناف المستوردة التي تنضج في الخريف تكون حاجياتها و متطلباتها من البرد كبيرة. أما الأصناف المحلية و الصيفية فإن متطلباتها من البرد ضعيفة و بالتالي تغرس بالمناطق الساحلية و الداخلية هذا و يخشى التفاح الجليدة خاصة في فترة الإزهار و التي تتسبب له في أضرار كبيرة كما يخشى كذلك الحرارة المرتفعة خلال فترة الإثمار حيث تصهد الثمار و لا تنمو بصفة طبيعية و بالتالي تفقد قيمتها التجارية. و يرتبط تحمل الحرارة الشديدة بالمجموع الخضري لدى الأصناف مع العلم أن جل الأصناف الصيفية لها مجموع خضري ضعيف و إنتاج وافر مما يعرضها أكثر إلى هذه الأضرار. تلحق الرياح القوية التي تهب في فترة الإزهار و عند تكوين الغلال أضرارا فادحة تسبب في سقوط الأزهار و الثمار. أما رياح الشهيلي التي تهب غالبا في فصل الصيف فإن الأضرار مرتبطة بالمدة التي تدوم فيها و كذلك بحالة الأشجار و مدى العناية بها, و تخلف هذه الرياح حروقا على الأوراق و الثمار و قد تتسبب في سقوط الأوراق و الثمار في الحالات القصوى و نظرا لخطورة هذه الأضرار يتعين على المنتجين إقامة كاسرات الرياح سنة على الأقل قبل إقامة الغراسات الجديدة. تختلف حاجيات الأشجار من مياه الري حسب الأصناف و مراحل النمو و طريقة التسيير, فالقطاع البعلي يبقى رهين كميات الأمطار المسجلة حيث يكون الإنتاج ضعيفا و أحجام الثمار صغيرة و هو الحال بالنسبة للأنواع المحلية. أما القطاع السقوي المكثف فيشمل الأنواع الصيفية المحسنة. وتختلف حاجيات الأشجار من الماء حسب كثافة الغراسات و طريقة الري المتبعة. و تمتد فترة الري ابتداء من شهر مارس إلى موفى شهر سبتمبر لتمكين الأشجار من توفير إنتاج جيد و منتظم على مر السنين. ينمو التفاح بصفة جيدة في الأراضي العميقة, الخصبة التي يسهل بها تصريف المياه و يخشى الأراضي المالحة و الكلسية التي تركد بها المياه. لذا من الضروري قبل الشروع في إحداث الغراسات أن يقوم الفلاح بتحليل التربة للإطلاع على تركيبتها الفيزيائية و الكيمياوية لتقديم المواد الناقصة.
يعتبر التسميد من أهم العناصر في تحسين نوعية الثمار و استقرار الإنتاج على مدار السنين لذا يتعين على المنتج أن يقدم الكميات الضرورية من الأسمدة حسب نوعية التربة و الإنتاج المرتقب. لذا يجب القيام بالتحاليل الضرورية (تحليل التربة و الأوراق) لتحديد الكميات من كل عنصر, و هذه العملية جد إيجابية لحصر الحاجيات و تفادي الزيادة و عند عدم توفر التحاليل ينصح بتقديم الكميات التالية لإنتاج 20 طن/ هك من التفاح: أمونيتر 33 %: 200 كغ/هك فسفاط 45 %: 100 كغ/هك بوطاس: 100-200 كغ/هك
التعليقات